أخبار الإنترنت
recent

استعادة البكارة خداع أم استمتاع..؟



هل بالمناطق الشعبية أيضا تلجأ النساء لعيادات الأطباء  لاستعادة بكاراتهن الضائعة؟
وماهي النسبة الأكبر؟ هل اللواتي يستعدن بكاراتهن لخداع الأزواج ليلة الزفاف؟  أم اللواتي يستعدنها للاستمتاع رفقة أزواجهن بأعياد الزواج ومناسبات أخرى؟...
قد يكون الموضوع من الطابوهات لكن أهميته في أن يمس كل منزل في المجتمعات العربية عامة والمغربية خاصة ويدخل في إطار شرف العائلات فهو وإن كان في الواقع الملموس من المحرمات الاجتماعية إلا أن له من الأهمية ما يدعو إلى مناقشته وتناول شتى جوانبه.
عذرية الفتاة المغربية من أهم المواضيع المخبأة في مجتمعنا ،كونها تلمس أمورا دينية واجتماعية وتقليدية على حد سواء،فاشتراط عذرية العروس ليلة الزفاف هو أحد دعائم الزواج في مجتمعنا الغارق في الموروثات الاجتماعية وهي الوسيلة الوحيدة للحصول على الاعتبار الاجتماعي ، فهي "العذرية"الأنثوية الحد الفاصل لشرفها وشرف عائلتها ومجتمعنا  

"مليكة. ب" طبيبة صيدلانية عبرت عن حالة الشيزوفرينيا أو الانفصام الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المغربي والعربي من الربط الأعمى بين الأخلاق وغشاء البكارة.
فطالما وجد الغشاء عند الفتاة ،يعني هذا بالضرورة وجود الأخلاق والقيم و العكس صحيح، الأمر الذي يجبر الفتيات في المجتمع العربي على إجراء عمليات جراحية لإعادة العذرية التي أصبحت سهلة وغير مكلفة.

عمليات سرية لإعادة العذرية

تنتشر العمليات الجراحية لإعادة العذرية في المغرب بشكل ملحوظ ، لكن بصورة سرية ، حيث يقوم عدد من الأطباء بإجرائها في عياداتهم أو في بيوت مخصصة لذلك بمنتهى السرية والتحفظ لأنها غير قانونية حسب "س.أ" الطب العام .
من جانب آخر،تعرف "خ. بنموسى" أخصائية طب النساء غشاء البكارة بأنه غشاء غير معوي لا يحوي أوعية دموية ويتموضع في مدخل المهبل ، وله  أنواع:  مطاطي،حلقي،ودائري
المطاطي لايؤدي إلى ظهور الدم أثناء تمزقه  في ليلة الدخلة، وحسب الدكتورة دائما:  ثمة حالات مرضية تستوجب تمزيق غشاء البكارة كالعمليات الجراحية على المهبل أو دخول جسم أجنبي،هناك بعض الأمراض المهبلية (الداخلية) وهي أمراض تصيب الفتيات دون 17سنة إذ يتطلب الأمر عملية جراحية من خلال فوهة المهبل وفي هذه الحالات يعطى تقرير طبي عن حالة المريضة التي اضطررنا لإجراء تمزيق غشاء بكارتها  بعد موافقة الأهل.
والمؤسف له أن الكثير من المريضات يتركن لمواجهة مصيرهن المرضي نتيجة رفض الأهل تمزيق الغشاء لأنه يرتبط بالعرض والشرف، حسب ما تمليه التقاليد و الأعراف المغربية .
أما عن الآثار السلبية لتمزق غشاء البكارة هي آثار اجتماعية وليست طبية ،فنحن محكومون بنفاق اجتماعي ساد فيه العرف الذي يربط العفة بغشاء البكارة.
وحول ظاهرة عملية إعادة العذرية تتابع الدكتورة:  فقدان الفتاة لعذريتها ليس مقياسا للعفة والأخلاق ،لكننا أمام المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية نضطر لممارسة إعادة العذرية لأنها ربما تمنع حدوث الجريمة ( كجرائم الشرف) في مجتمع أصبح فيه النفاق سيد حياتنا.

أما الطبيب "ا.ب" المتخصص في أمراض النساء والتوليد أكد لنا أنه يرفض مع عدد كبير من الأطباء إجراء هذه العمليات الجراحية ، ليس فقط لكونها غير قانونية ، بل لأنها غير أخلاقية  وتعد مشاركة من الطبيب مع المرأة في مؤامرة خداع وخاصة  أن الزواج لابد وأن يبنى على الصراحة والوضوح، والحل في نظره يتمثل في   نشر التوعية والتعليم والمناقشة التي تقنع جميع الأطراف وتزيل رواسب العادات القديمة من جذورها بأننا لسنا في حاجة إلى عملية جراحية  وغشاء البكارة لمعرفة أخلاق الفتاة وصلاحيتها للزواج.
طبيب آخر يجري هذه العمليات رفض ذكر اسمه صرح للجريدة أنه يؤمن بهذه العملية التي تستطيع أن تنقد حياة الفتاة المغربية والعربية بشكل عام من الموت المحقق إذا خاضت علاقة عاطفية وندمت عليها وتريد أن تبدأ حياة جديدة ،فهذه العملية الجراحية  هي الملاذ الوحيد لحمايتها من نظرات المجتمع القاتلة وحماية سمعة عائلتها، وأضاف أن الوافدين على إجراء مثل هذه العمليات هم في غالب الأحيان  من أسر ميسورة..
النفاق والمعايير المزدوجة
لا يرى هذا الطبيب أن تكون العملية خداعا من جانب المرأة للرجل حيث أن الكثير من الرجال خدعوا الفتيات اللواتي تأتين لإجراء هذه العمليات الجراحية عنده بالنفاق والكذب وادعاءات الزواج.
الجامعية سلوى أمين صرحت للجريدة أنه لا بد لوسائل الإعلام المغربية أن تناقش هذه القضية وتساهم في تنوير عقول المغاربة بأن غشاء البكارة ليس دليل العفة والأخلاق حيث أن هناك كثيرا من الفتيات العفيفات قد فقدن عذريتهن بلا  ذنب أو جريمة مثل تعرضهن للاغتصاب ، وأخريات عابثات نجحن في الحفاظ عليها رغم ممارستهن لعلاقات آثمة، ولا فرق في هذا المنحى بين الأحياء الشعبية والمتوسطة والراقية...وأشارت إلى أن النقاش حول العذرية في المجتمع المغربي يسوده الكثير من الالتباس.
خط أحمر
رغم ما يتمتع به شبابنا من الجرأة والصراحة لكننا اكتشفنا أثناء الاستطلاع أن معنى غشاء البكارة وفقدانه لا يزال خطا احمر ممنوع الاقتراب منه...رغم رفض الكثير الإجابة عن تساؤلاتنا لكننا استطعنا جمع الآراء التالية:
أكدت لنا "ج.ر" مساعدة صيدلانية أننا ما زلنا نحمل في دواخلنا مورثنا الاجتماعي وأن غشاء البكارة هو الحد الفاصل الذي يميز بين الفتاة العفيفة عن غيرها ، واعتبرت أن عملية إعادته نوع من الغش والكذب والنفاق،وأضافت إن فقدت بكارتي لاقدر الله فلا  يمكنني أن أتخيل لمجرد الخيال أن يحدث معي هذا الأمر وإلا فهي النهاية.
"س.ف" موظفة منحته أعز ما أملك بعد علاقة حب أسطورية لأعبر له عن وفائي والتزامي معه ، ولأثبت له إخلاصي لكن القدر لم يشأ ان يتوج علاقتنا بالزواج ،وهذا دفعني لإجراء عملية لأعيد ما فقدت لئلا أخسر فرصة الزواج التي قد تتاح لي وحتى لا أسبب العار لأهلي مع تحفظها عن ذكر اسم الطبيب الذي أجرى لها العملية .

"مصطفى" عامل: مادام المجتمع يريد هذا فليكن، أليس من الظلم أن يعيش شبابنا حياتهم دون قيود أو ضوابط بينما تعاقب الفتاة على خطأ مهما كان صغيرا، هل هي فقط من يحمل شرف العائلة...أم هي مسؤوليتنا معا؟ أضاف لم أسمع أن هناك بالمغرب من يقوم بهذه العمليات الجراحية من أجل الاستمتاع ربما في الأوساط الميسور ة ممكن، أما اللواتي يتوجهن إلى عيادات الأطباء لاستعادة بكاراتهن فجلهن من الواقعات في الخطأ والخائفات من المجهول  ،أما فيما يخص هل هذه العمليات الجراحية خداع أم لا فهذا يرجع للأسباب والظروف التي دفعت بهن إلى ترميم بكاراتهن .
إذن لا نستطيع أن نسلم أن عمليات العذرية منتشرة جهرا ولكن بشكل سري لأن القانون يعاقب الأطباء الذين يقومون بها، وفي الآن نفسه يجرم كل من فض بكارة بوعد الزواج بعقوبات كبيرة.
تتباين أراء الأطباء من الاختصاصيين النسائيين ، فمنهم من يرفض إجراء هذه العملية كونها غير أخلاقية ويرون فيها نوعا من مشاركة المرأة وتشجيعها على الخطأ إضافة إلى كون هذا العمل فيه خداع للرجل الزوج،وقناعتهم أن الحياة الزوجية يجب أن تبنى على الصدق والصراحة، بينما يوافق البعض الأخر إنقاذا للفتاة من ظلم المجتمع لها وحماية لها من غضب الأخ وثورة الشرف التي قد تودي بحياتها.لكن ماذا عن ظهور غشاء البكارة الصيني؟
120درهما...لاستعادة الشرف
أثار ظهور غشاء البكارة الصيني بالسوق المغربية في الآونة الأخيرة، زوبعة قوية،ما نتج عنه جدلا دينيا تراوح بين مؤيد ومعارض،بالنظر للاقبال الكبير الذي لقيه ،خاصة وأن الفتاة بات بمقدورها استعادة عذريتها تحت أي طارئ بلا جراحة ، ودون تكاليف باهضة ولا أثار جانبية،120 درهم مغربية كافية  كي تعيد للمغربيات عذريتهن الضائعة.
المجلس العلمي بالرباط رأى في موضوع غشاء البكارة "الصيني" غشا وتدليسا ومساسا بالمبادئ و الاخلاق الو القيم الاسلامية.غير أن للداعية المغربي المثير للجذل عبد الباري الزمزمي رأي آخر، حيث اعتبر الأخير أنه لا مانع اذا تعلق  الأمر بفتيات تعرضن للاغتصاب أو أصبن في حادثة تسببت بفقدانهن عذريتهن،أما محترفات البغاء فترقيع الغشاء لديهن يعتبر خداعا غير مقبول.
يذكر أن المجتمع الصيني كان قد رفض هذا الأمر عندما روجت له بعض الشركات عبر وسائل الإعلام، التي ادعت بأهمية عذرية البنت في المجتمع الشرقي، وعدم المساس بشرف المرأة. وكان أطباء الصين أعلنوا أنهم اكتشفوا أن المنتج يهدد حياة من تستخدمه، ويتسبب في إصابات بأمراض خطيرة.لكن رغم التحذيرات التي أطلقتها بكين نفسها من استخدام غشاء البكارة الصناعي الصيني ورغم العواقب الاجتماعية والصحية التي حذر منها الخبراء، يواصل هذا الغشاء "المطاط" محاولاته اختراق البلدان العربية، ضمنها المغرب، المعروفة بالحفاظ على التقاليد والأخلاق التي تمنع وجود علاقات جنسية بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.